هل ستسهم اتفاقية طرابلس ورُوما في معالجة أزمة الطاقة في أوروبا ؟

الاتفاقية الجديدة التي وُقعت مع ليبيـا ستوفّر قرابة ثلث متطلبات الطاقة في إيطاليا بقيمة 8 مليارات يورو.. هكذا علّق الرّئيس التنفيذي لشركة “إيني” عملاق الطاقة الإيطالي كلاوديو ديسكالزي، معتبرا إيّاها أهمّ اتفاقية خلال الـ 20 سنة الأخيرة في الاكتشافات النفطية في ليبيـا.

اتفاق متعدّد الجوانب

وقال ديسكالزي إن الاتفاقية ستشمل جوانب مهنية أخرى تتعلق بتبادل الخبرات والتدريب ستقدّمها الشركات الإيطالية التي ستأتي للعمل في ليبيـا، بالإضافة إلى فتح الباب أمام مجال استثمارات أخرى لمضاعفة إنتاج الطاقة وتطوير القطاع.

الاتفاقية جاءت بعد مفاوضات منصفة للطرفيْن

وبشأن الجدل حول تفاصيل هذه الاتفاقية الضّخمة بين طرابلس ورُوما، أكد رئيس المؤسّسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، أن الاتفاقية الموقعة مع إيني جاءت بناء على مفاوضات منصفة للطرفيْن، لافتاً إلى أنهم أخذوا في الحسبان نشاط دول الجوار في مجال الاكتشافات البحرية والمخاطر المحيطة بالمنطقة، واصفا إياها بأنها أكبر اتفاقية في قطاع الغاز في ليبيـا منذ أكثر من رُبع قرن.

رسالة إلى شركات النفط العالمية

وفيما يبدو رسالة طمأنة لشركاء آخرين، دعا بن قدارة شركات النفط العالمية إلى العودة لنشاط الاستكشاف عن مصادر الطاقة في ليبيـا، قائلاً “إن المؤسّسة ستبذل ما بوسعها لتقديم التسهيلات اللازمة بالخصوص”.

كيف علّق الدبيبة وميلوني على الاتفاقية

وصفت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني اتفاقية الغاز مع ليبيـا بالخطوة المهمّة لتعدّد تأمين مصادر الطاقة بالمنطقة ليس فقط لإيطاليا، بل لأوروبا بشكل عام، إذ تعدّ ليبيـا مزوّدا مهمّا للطاقة نحو أوروبا، التي تعاني أزمة طاقة غير مسبوقة على خلفية حرب الطاقة بين الغرب وروسيا.

وبدوره اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الاتفاقية عاملا مهمّا لجلب الاستقرار إلى ليبيـا وحاجة البلديْن لبعضهما في عدّة مجالات، داعيا إلى ضرورة منح الفرصة للجان الفنية المشترَكة لتفعيل مذكّرات التفاهم بين الجانبيْن، ما يسهم في تقدّم مسارات التنمية والبناء وسلمية العملية السياسية ومنع عودة الحرب، وذلك بدعم من الجانب الإيطالي.

كيف ستعكس الاتفاقية على وضع الطاقة في أوروبا ؟

تعدّ صادرات ليبيـا من الغاز الطبيعي متواضعة حيث لا تتجاوز 5 مليارات متر مكعّب سنويا، يتمّ تصديرها عبر أنبوب السيل الأخضر “غرين ستريم” إلى إيطاليا وهو ما يحرمها من أن تلعب صادرات غازها دورا جوهريا في تعويض الغاز الرّوسي نحو أوروبا.

لكن بحسب خبراء يمكن للغاز الليبـي أن يساهم إلى جانب كبار المصدّرين كالولايات المتحدة، والجزائر، وقطر، ونيجيريا في تخفيف أزمة الطاقة على أوروبا وارتفاع أسعار الكهرباء.

Read Previous

الدبيبة يبحث مع رئيسة الحكومة الإيطالية ملفات الهجرة والطاقة وأمن الحدود

Read Next

وزير الداخلية المكلّف يستعرض مع نظيره الإيطالي خطة الوزارة لمكافحة الهجرة غير القانونية.