ماذا يحمل التطبيع المصري التركي للملف الليبـي وقضية شرق المتوسط ؟

بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية وبعد مطالب هل سيعيد اللقاء الأخير بين أردوغان والسيسي قطار العلاقات ؟ وكيف يمكن أن يسهم عودتها في تخفيف حدّة الصراع السياسي في ليبيـا ؟

ومثلت المشاورات المشتركة الأخيرة بين الرئيس المصري ونظيره التركي نقلة دراماتيكية في علاقات البلديْن منذ الثلاثين من يوليو 2014 م عندما استولى السيسي على السلطة في مصر، وهو ما اعتبره أردوغان انقلابا عسكريا وجمّد أيّ تعامل رسمي رفيع معه.

قبل أن يعود التطبيع بين البلديْن بشكل تدريجي عبر التنسيق الأمني والاستخباراتي في بعض الملفات بما في ذلك الملف الليبـي وأهمية الجهود المصرية والتركية في عملية توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيـا من أجل تحقيق الاستقرار.

ومؤخرا اعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لقاء الرّئيسيْن خطوة مهمّة وبداية حقيقية لعودة العلاقات بين البلديْن وتطابق وجهات النظر في عدّة ملفات كانت القاهرة وأنقرة تقفان دائما في طرفيْ نقيض فيها لا سيّما الملف الليبـي.

ولفت أوغلو إلى أنه سيتمّ اتخاذ خطوات بين البلديْن حول التركيز على قضايا ملموسة بما فيها التباحث بخصوص ليبيـا ومستقبلها والبحر المتوسط ومستقبل العلاقات الثنائية، مؤكداً أن أنقرة تحمل نهجا إيجابيا بهذا الخصوص كما أن العلاقات بين البلديْن متجذّرة.

ويأتي هذا التقارب غير المسبوق في العلاقات عقب تراجع الاصطفاف الإقليمي في الشرق الأوسط الذي استمرّ لنحو 8 سنوات، ومثلت زيارة رئيس الإمارات العربية المتحدة إلى تركيا في نوفمبر الماضي حجر الزاوية لترميم العلاقات الخليجية التركية، وكان لذلك انعكاس واضح على المشهد الليبـي سياسيا وأمنيا.

ويرى مراقبون أن عودة تطبيع العلاقات بين تركيا ومصر سيكون لها تأثير إيجابي كبير على الوضع السياسي في ليبيـا، لما للبلديْن من تأثير واضح على طرفي الصّراع السياسي في البلاد، لكنّ ذلك يحتاج إلى إذابة كلّ الجليد بين البلديْن بما في ذلك أهميّة التوصل إلى تفاهمات جديّة بملف شرق المتوسط الذي تمثل اليونان عود الثقاب في إشعاله دائما.

Read Previous

حكومة الوحدة ترفع حالة القوة القاهرة عن العمليات الاستكشافية للنفط والغاز.

Read Next

الشركة العامة للكهرباء تعلن عن وصول معدات وقطع غيار وحدات التوليد الخاصة بمحطة الرويس.