توقيع اتفاقيّات جديدة بين تركيا وليبيـا أبرزها في مجال النفط والغاز

بعد نحو سنتيْن على توقيع اتفاقيتيْن إحداهما أمنية والأخرى بحرية، حلّ وزير الخارجية التركي مولود تشاوو أوغلو في طرابلس، رفقة وفد ضمّ “وزراء الدفاع والطاقة والتجارة ورئيس الأركان العامّة ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية وكبير مستشاري الرئيس التركي” من أجل التوقيع على مذكّرات تفاهم مع ليبيـا أهمّها مذكّرة في مجال “الموارد الهيدروكربونية “النفط والغاز الطبيعي.

واتفق الجانبان على مواصلة النقاشات بين البلديْن للتوقيع على اتفاقيات أخرى في مجالات عدّة بينها التجارة والصّناعة والبناء وذلك في الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الاستراتيجي التركي الليبـي، واستئناف الرّحلات الجوية للخطوط الجوية التركية إلى ليبيـا.

لن نسمح بتدخّل أيّ دولة

وفي مؤتمر صحفي أكد أوغلو أنّ هذه الاتفاقيات هي جزء من شراكة ليبيـة تركية استراتيجية بعيدة المدى، مشدّدا على عدم أحقيّة أيّ دولة أخرى في التدخّل إزاء هذه الاتفاقيات وما سيترتّب عنها، في إشارة إلى موقف اليونان ومصر من التنقيب في المتوسط ضمن الحدود البحرية بين تركيا وليبيـا.

علاقة مذكّرة التفاهم بأزمة الطاقة

مع تصاعد أزمة الطاقة العالمية أكد أوغلو أنّ هذه الاتفاقيات ليست نتاجا عن مخاوف من عدم الحصول على الطاقة، مبينا أن السياسات الحكيمة لبلاده جعلت منها مركزا لنقل وتوزيع الطاقة، مشيراً إلى أنّ هذه الاتفاقيات تستند إلى مبدأ الرّبح المتبادل للطرفيْن ضمن تطوير العلاقات في المجالات كافة بين البلديْن.

رسائل طمأنة

وعلى وقع الصّراع القديم الجديد في شرق المتوسط بعث أوغلو والمنقوش خلال مؤتمر صحفي تطمينات لبعض الدّول التي تشترك مع ليبيـا وتركيا في الجرف القارّي بالمتوسط مثل مصر واليونان رسائل تؤكّد أحقيّة الدولتيْن في التوقيع على مذكّرات تفاهم تتعلق بحرّية التنقيب والعمل في المياه المتفق عليها، وعدم الاكتراث بأيّ اعتراضات من دول أخرى وذلك بعد ترسيم الحدود البحرية بشكل لا يمسّ مصالح أيّ دولة في المتوسط.

إلى جانب ذلك لم يغفل المسؤول التركي أهميّة التواصل مع شرق البلاد، إذ أكّد في أكثر من مرّة أثناء المؤتمر الصّحفي أنّ بلاده متواصلة مع كافّة الأطراف الليبيـة، مؤكداً أن أنقرة ستعيد فتح قنصليتها في مدينة بنغازي عند توفّر الظروف المناسبة، مشيرًا إلى أنّ مجموعة الصّداقة الليبيـة في البرلمان التركي ستزور ليبيـا في الأسابيع المقبلة وتعقد لقاءات مع مجلس النواب الليبـي.

ما هو موقف تركيا من الانتخابات ؟

وحول الانتخابات أكّد الوزير التركي على ضرورة أن تكون عملية الانتخابات صادرة عن الليبييـن، وتحديد خارطة طريق لإجرائها وإنهاء التعديلات القانونية اللازمة قبلها، مجدداً التأكيد على أنّ الحوار هو الطريق الوحيد للحلّ في المسار السياسي في ليبيا.

وفي أوّل رد فعل محلي على مذكّرة التفاهم هذه اعتبر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أيّ اتفاقية أو مذكّرة تفاهم يتمّ إبرامها مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية مرفوضة وغير قانونية و غير ملزمة لدولة ليبيـا.

وشدّد عقيلة على أنّ توقيع الاتفاقيات والمعاهدات ومذكّرات التفاهم الدّولية تتمّ من خلال رئيس الدولة أو البرلمان وأيّ تعامل يجب أن يكون مع الحكومة الشّرعية التي نالت ثقة البرلمان وهي حكومة باشاغا وفق قوله.

Read Previous

المبعوث الإيطالي إلى ليبيـا يلتقي”باثيلي” ويؤكد دعم بلاده لوساطة أممية تفضي إلى الانتخابات

Read Next

المشري يبحث مع الوفد التركي القضايا المشتركة وملف الانتخابات