تحرّك دبلوماسي إيطالي لافت.. هل تنجح روما في تجاوز خلافات واشنطن وموسكو بشأن تعيين مبعوث جديد إلى ليبيـا ؟

عقب 10 أشهر من تعثر تسمية مبعوث دولي إلى ليبيـا بسبب الخلافات العميقة بمجلس الأمن بين روسيا والغرب وتأثيرات الحرب في أوكرانيا على إمكانية توافق روسي أمريكي حول خلفية يان كوبيش الذي ترك المنصب في نوفمبر الماضي.

إيطاليا تقود حراكا دبلوماسيا بهدف الوصول إلى توافق دولي حول تعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيـا.

تعيين مبعوث جديد إلى ليبيـا ضرورة ملحّة

في إحاطة أمام لجنتي الخارجية والدفاع بمجلسي الشيوخ والنواب الإيطاليين شدّد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، على ضرورة تعيين مبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيـا، معتبرا ذلك أمرا بالغ الأهمية لإدارة المرحلة الانتقالية بعد انتهاء مهام المستشارة الأممية ستيفاني وليامز.

دي مايو قال إن ليبيـا تمثّل إحدى الأولويات الأساسية للسياسة الإيطالية، كمحاور طبيعي في البحر الأبيض المتوسط لذلك ترى أن وجود ممثل أممي إلى ليبيـا خطوة لابدّ منها وعلى بلاده لعب دور بشأن الاتفاق على تسمية هذا المبعوث بمجلس الأمن مشددا على أن يكون أيّ ممثل أممي على دراية كاملة وقادراً على التوسّط بين الأطراف بما في ذلك الانقسام الجديد ووجود حكومتين متوازيتين في البلاد.

لماذا تنشط إيطاليا في تعيين ممثل أممي إلى ليبيـا ؟

تنظر إيطاليا إلى تزايد حدّة الصراع السياسي في ليبيـا خصوصا عقب فشل إجراء الانتخابات التي كان من المقرّر اجراؤها في ديسمبر من العام الماضي على أنه تحدٍّ كبير لها على كلّ المستويات، إذ قال دي مايو إنّ الوضع الحالي في ليبيـا يعرّض المصالحة والمشاريع الإيطالية للخطر بما في ذلك قطاع الطاقة والتنمية وملف الهجرة غير القانونية التي تعدّ روما في مقدّمة الدّول الأوروبية الأكثر تضرّرا منها.

وتأتي المطالبة الإيطالية بتعيين مبعوث لليبيـا عقب فشل مجلس الأمن في التوافق على تسمية أٍّ من المرشّحين لخلفية يان كوبيش ومنهم وزير الخارجية الجزائري الأسبق صبري بوقادوم الذي عرقلته الإمارات ودول أخرى.

وتقترح الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ترشيح ستيفاني وليامز أو الدبلوماسي الألماني كرستيان بوك، غير أنّ هذا المقترح قوبل برفض روسي شديد داعية إلى تعيين مبعوث غير غربي إلى ليبيـا.

دعم إفريقي للمقترح الرّوسي

وفيما يبدو تأييد لطلب روسيا أن يكون المبعوث غير غربي دعت الكتلة الإفريقية بمجلس الأمن أكثر من مرّة إلى تسمية مبعوث إفريقي أو عربي إلى ليبيـا باعتبارها دولة إفريقية والاتحاد الإفريقي منظمة إقليمية محايدة وليس لديه مقاربات جيوسياسية في الملف الليبـي.

وبين ما يراوح الصّراع الغربي الرّوسي مكانه بمجلس الأمن يتلاشى دور بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيـا ولا يكاد يتجاوز البيانات الإعلامية التي تأتي شبيهة بردّات فعل إزاء التعقيدات الأمنية والسياسية المتواصلة في البلاد.

Read Previous

عضو المجلس الأعلى للدولة ماما سليمان لبانوراما: مقترح عقيلة صالح حول المناصب السيادية مخالف لاتفاق بوزنيقة.

Read Next

الحداد وعمداء بلديات المنطقة الغربية يتبادلان الرؤى بما يجري على الساحة من أحداث