بعد تأجيلها مرات عديدة.. ما الذي تحمله قمّة الجزائر للملفّ الليبـي قبل أيام قليلة من انطلاقها ؟

يجتمع المسؤولون العرب في العاصمة الجزائرية لحضور القمّة الأولى لـ “جامعة الدول العربية” منذ تفشّي جائحة كورونا، وسط تحدّيات جمّة تواجههم لبحث عدد من الملفات منها الأزمات السياسية المعقدة في ليبيـا واليمن والصّراع الفسلطيني الإسرائيلي، إلى جانب ملفّ الطاقة وشبح الأمن الغذائي الذي يهدّد العديد من الدّول العربية لا سيّما الصومال وغيرها.

وبسبب ارتباطها المباشر بليبيـا تسعى الجزائر البلد المضيف لإيجاد التزامات عربية بشأن مقاربة الحلّ في ليبيـا والاتفاق على دعم إطار موحّد بشأن مسار الانتخابات والآليات الدستورية لإجرائها.

القمّة العربية في الجزائر اعتبرها الأكاديمي الجزائري والباحث في الشأن الليبـي علي قابوسة قمّة للمّ الشّمل العربي وتوحيد وجهات نظر القادة العرب حول دعم استقرار ليبيـا.

واعتبر قابوسة في تصريح لبانوراما أن الخلافات العربية هي سبب كبير لتعميق الأزمة الليبيـة وإطالة أمدها، لذلك تحاول الجزائر أن تعلب دورا مهمّا في تخفيف هذه الخلافات البينية واحترام إرادة الليبييـن وقرارهم الداخلي، وهو موقف قريب من تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون التي أكد خلالها في وقت سابق وقوف بلاده مع الشّرعية في ليبيـا.

وشدّد قابوسة على عدم قبول الجزائر إلا بما يقرّره مجلس الأمن الدولي، و أنها ” لم تتدخّل في الشّؤون الداخلية لليبيـا ولم ترسل مرتزقة، وهي مع لمّ شمل الأشقاء الليبييـن، ومع الحلّ الليبـي الليبـي”.

بدوره قلّل الكاتب الصّحفي موسى تيهوساي من نتائج القمّة العربية على الرّغم من كلّ الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد موقف عربي موحّد تجاد القضايا العربية التي تمثّل تحديات وجودية بسبب صعوبة توحيد مواقفها حيال الأزمات تمرّ بها أيّ منطقة.

ولفت تيهوساي إلى أنه من غير المرجّح أن تكون قمّة الجزائر مختلفة عن سابقاتها من حيث تسليط الضّوء على الانقسامات بين الحكومات العربية بشأن السياسات المعتمّدة، ولا سيّما في حال عدم حضور رؤساء كافة الدّول على غرار غياب وليّ العهد السعودي وربما الرّئيس المصري وهما بلدان يمثلان ثقلا كبيرا عربيا وإقليميا.

تساؤلات وترقب عمّا سينتج عن قمّة الجزائر التي اعتبرها المجلس الرئاسي فرصة كبيرة يجب أن تُستغل لحشد الدّعم العربي حول تأييد المسار السياسي في البلاد ودعم خيارات الليبييـن بإقامة انتخابات عامّة تصل بهم إلى مرحلة استقرار دائم في منطقة تتمدّد القلاقل الأمنية والسياسية فيها منذ أكثر من عَقد من الزمن.

Read Previous

رئيس المجلس الرئاسي يعتمد أوراق سفراء دول فرنسا والكويت والسودان وإيريتريا وإثيوبيا.

Read Next

المشري يناقش مع باتيلي الوضع السياسي في ليبيـا وإفريقيا.