إعــلاميـة أم تـأجـيـجـيـة…


ما وصلت إليه المراكز الإعلامية التابعة لأنديتنا المحلية من نشر للتعصب والسخرية من أسماء الأندية المنافسة عند كتابتها في صفحاتها (الرسمية) عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبح عبثا وتأجيجا خرج بالرياضة من دائرة التنافس الشريف إلى خلق أجواء مشحونة وتعصب واحتدام كبير بين الجماهير الرياضية، الأدهى من ذلك والأمرّ أن هذه الأفعال تأتي من الأندية التي يقال إنها كبيرة في ليبيـا، والتي تضع على شعارتها أنها ثقافية اجتماعية..أهذه هي ثقافتكم..؟
بئس الثقافة التي تدعونها.
وإذا تسألت لم كل هذا فسيأتيك الجواب بأنه صراع أزلي مع الغريم التقليدي! مثل هذه الصراعات موجودة ونشاهدها في كل دول العالم، فصراع الجبابرة في دول الجوار ما زال أقوى وأقدم من ديربياتنا المحلية، ومع هذا لم نرى إعلام أنديتهم يمارس التهكم والقدح على بعضهم البعض مثل ما تفعل أنديتنا.

هل يتابع رؤساء الأندية ما يقوم به مراكزهم الإعلامية من تهكم ونشر لمفهوم التعصب الأعمى، لاشك أنهم يتابعون بل راضون ومعجبون، وعند ظهورهم في وسائل الإعلام تجد خطاباتهم متزنة وتتحلى بالحكمة والمرونة، بالإضافة لمقولاتهم الدائمة التي تحث على الروح الرياضية والتنافس النزيه والشريف وأن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة، لقد تبين ومع مرور الوقت أنها مقولات مزيفة وهرطقة إعلامية يستعملونها فقط لإرضاء الرأي العام، أما في حقيقة الأمر فهم أشد فتكا وتعصبا من الجماهير ذاتها.
بهذه العقلية المتحجرة والمنغلقة فإننا لم.. ولن نحلم بأن نتقدم خطوة واحدة نحو عالم الاحتراف وتبقى مسألة الرقي برياضتنا المسكينة حلم صعب المنال لن تطاله جماهيرنا المتعطشة للإنجازات.
أخيرا وإلى من يهمه الأمر..الإعلام رسالة سامية الهدف منها تغيير واقعنا المرير إلى الأفضل وليس العكس.

الكاتب: فؤاد الصادق

Read Previous

حويلي: الإمارات ستبحث عن بديل لحفتر في ضوء المتغيرات الإقليمية

Read Next

انطلاق امتحانات الدور الثاني من الشهادة الثانوية بأقسامها الثلاثة