ذكرى تأسيس الجيش السنوسي… دعوة للتذكر والتاريخ والإنصاف

إبراهيم عبد العزيز صهّد/ عضو المجلس الأعلى للدولة

يصادف يوم التاسع من أغسطس عيد تأسيس الجيش الليبي. ولهذا اليوم تاريخه وذكرياته وأمجاده. وهذا اليوم صنعه رجال أكثرهم قضى نحبه وهم اليوم في ذمة الله, وقليل منهم ما زال يعيش في دنيانا الفانية. ويحفل التاسع من أغسطس بمناسبتين:

أولاهما: تأسيس الجيش السنوسي عام 1940م.

والثانية: تأسيس الجيش الليبي عام 1952م.

ظروف التأسيس

وتاريخ التاسع من أغسطس يعيدنا إلى مرحلة من أهم مراحل تاريخ بلادنا ليبيا. مرحلة اليأس فيها قد بلغ مداه, وكان التحديات فيها كبيرا… فإيطاليا كانت قد أحكمت قبضتها على كل الأراضي الليبية, وأخمدت المقاومة المسلحة, وعلاوة على أنها قد أصبحت في مصاف الإمبراطوريات والقوى الدولية العظمى بعد استيلائها على الحبشة والصومال, وبعد توقيعها ميثاق محور (برلين – روما) مع ألمانيا النازية التي كانت جيوشها قد أكتسحت أوروبا ووقفت قبالة الساحل الإنجليزي مهددة الجزيرة البريطانية نفسها.

كانت الظروف كلها تدعو إلى اليأس والقنوط: فالعدو كان قد ازداد قوة إلى قوته, والليبيون لم يعد لهم في داخل بلادهم حول ولا قوة, وليس لهم خارج بلادهم مستقر آمن, والبلاد العربية التي هاجروا إليها كانت هي الأخرى لا تمتلك زمام أمورها, وقوات الحلقاء كانت قد منيت بهزائم متلاحقة عبر القارة الأوروبية الأمر الذي عزز من إمكانيات دخول إيطاليا الحرب إلى جانب ألمانيا, وكان سقوط مصر في يد المحور أمرا محتملاً ووارداً.

الخيارات الصعبة

هذه المعطيات لم تترك أمام الليبيين المهاجرين في مصر سوى خيارات قليلة وصعبة وهي:

1 – البقاء في انتظار الزحف الإيطالي المحتمل وما قد يترتب عنه من دخول القوات 2 2 – الإيطالية إلى الأراضي المصرية.
3 – أو أن تجبر حال اليأس المهاجرين على العودة إلى ليبيا مستسلمين للعدو الإيطالي.
4 – أو أن يدعوا الأحداث تدور حولهم دون أن يحاولوا الإسهام فيها وعذرهم عدم مواتاة الظروف والإمكانات.
5 – أو أن يقتحموا المصاعب ويبحثوا عن مخرج لهم يمكنهم من استعادة زمام المبادأة ويعيد لهم الأمل في استعادة وطنهم. وهذا الاختيار الصعب الذي أقدم عليه المهاجرون في مصر. لقد كان اختياراً صعباً يقود إلى مواجهة قرارات مصيرية خطيرة وإلى قبول التحدي واستباق الأحداث.

إجتماع أكتوبر

ولمواجهة الموقف بادر السيد إدريس السنوسي إلى الدعوة لعقد اجتماع بمنزله في الاسكندرية بتاريخ السادس من رمضان 1385 هـ الموافق للعشرين من أكتوبر 1939 م حضره حوالى أربعين من زعماء الليبيين المقيمين بمصر واستمر لمدة ثلاثة أيام. وقد اتخذ المجتمعون قرارا بتفويض السيد إدريس بمفاوضة الحكومة الإنجليزية بشأن تكوين جيش مهمته المشاركة في تحرير البلاد. وقد أصدر المجتمعون الوثيقة التالية:

بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله, قد اجتمع زعماء ومشائخ الجالية الطرابلسية البرقاوية المهاجرين بالديار المصرية في يوم السادس من شهر رمضان المعظم 1358 هـ بالإسكندرية وتشاوروا في حالتهم الاستقبالية وقر قرارهم على انتخاب من يمثلهم في كل الأمور ويعرب عن أرائهم وبذلك وضعوا ثقتهم في سمو الأمير السيد محمد إدريس المهدي السنوسي الذي يمثلهم تمثيلاً حقيقياً لما له من المكانة الرفيعة في نفوسهم حيث يرونه أحسن قدوة يقتدي بها. وقد قبل منهم ذلك على أن تكون هيئة شورية مربوطة به ومربوط بها لتكون الأداة المبلغة والمعربة عن منتخبها وهي التي تمثل جميعهم تمثيلاً صحيحاً وأن يعين وكيلاً لها يقوم مقامه في حالة الغياب ويكون من أفراد الهيئة في حالة حضوره وللهيئة الحق في تثبيت هذا الوكيل أو رفضه بأغلبية الأصوات. وعليه حرر هذا التوقيع رؤساء القبائل الطرابلسية البرقاوية, والمولى سبحانه وتعالى يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.”

قرارت التاسع من أغسطس

وكما كان متوقعا فبعد انهيار فرنسا بادرت إيطاليا إلى إعلان الحرب في يونيو 1940م, وكان هذا إيذانا بتواصل المفاوضات مع الإنجليز, وتمخضت هذه المفاوضات عن الإتفاق على تشكيل “فصائل من الليبيين لإسترداد حريتهم واستخلاص بلادهم من أيدي الإيطاليين….”, ووجه السيد إدريس دعوة إلى زعماء الليبيين للإجتماع, وانعقد الإجتماع في القاهرة في السابع من أغسطس 1940 وتواصل لمدة ثلاثة أيام وصدرت على أثره قرارات التاسع من أغسطس التي كان من بينها:

وضع الثقة في دولة بريطانيا العظمى التي مدت يد المساعدة لتخليص الوطن الطرابلسي البرقاوي من براثن الإستعمار الإيطالي الغاشم.

إعلان الإمارة السنوسية والثقة التامة بالأمير السيد محمد إدريس المهدي السنوسي المابيع له بالإمارة على القطرين.
تعيين هيئة تمثل القطرين طرابلس وبرقة تكون مجلس شورى للأمير المشار إليه.
خوض غمار الحرب ضد إيطاليا بجانب الجيوش البريطانية وتحت الإمارة السنوسية.
هذا بالإضافة إلى قرارات بتعيين حكومة تسير الشئون, وتعيين هيئة تجنيد.

خطوات التأسيس

وبدون شك فإن الإعلان عن تكوين جيش ليبي في ديار الغربة قد أعاد الأمل إلى الشعب الليبي في تحرير أرض الوطن السليب. لكن خطوات التأسيس كانت شاقة ومضنية خاصة مع انعدام الإمكانات وقلة العدد. كما كانت خطوات التأسيس صعبة لما واجهها من عقبات نجمت عن اختلاف في الرأي.

وقد شرع في تشكيل الجيش بعد صدور قرار التأسيس, وافتتح مكتب لقبول المتطوعين في القاهرة بتاريخ 12 أغسطس 1940, وكان من أوائل ما اتخذ من ترتيبات هو ضرورة إصدار الأوامر إلى قطعات الجيش باسم الأمير, كما اتخذ الجيش راية قتالية له مستقلة عن بقية تشكيلات الجيش الثامن. وأنشئ معسكر للتدريب في منطقة أبي رواش.

دور الجيش في معارك الصحراء

وفي الواقع فإن تاريخ “الجيش السنوسي” الباسل في الحرب العالمية الثانية إنما هو تاريخ المعارك التي دارت خلال أعوام 1940-1943 فوق مسرح العمليات في الصحراء الغربية وفوق أراضي ليبيا, فقد شارك الجيش السنوسي في معظم المعارك, وقاتل تحت رايته السوداء التي يتوسطها هلال ونجمة.

كانت معركة “سيدي براني” التي جرت بتاريخ 10/12/1940 أولى المعارك التي خاضتها كتائب من الجيش السنوسي إلى جانب الجيش البريطاني الثامن, وشارك الجيش السنوسي في زحف الحلفاء الأول الذي أعقب الإنتصار الساحق في سيدي براني, والذي انتهى بسقوط برقة في يد الحلقاء واستسلام قائد القوات الإيطالية الجنرال “برجونزولي” في فبراير 1941م. وبسقوط برقة أصبحت قوات الحلفاء المتقدمة تحتل مواقعها في العقيلة مسندة جناحها الأيسر على منخفض الوادي الفارغ استعداداً لمعاودة الزحف من جديد. غير أن تغيراً طرأ على الموقف العام قلب خطط الحلفاء رأساً على عقب. فقد وصلت تعزيزات ألمانية قوامها ثلاث فرق من قوات البانزر وأسندت القيادة العامة لقوات المحور في شمال إفريقيا إلى الجنرال “إروين رومل” الذي بادر بشن هجوم مضاد وعاجل فاجأ قوات الحلفاء ودفعهم إلى انسحاب شامل تراجعت فيه إلى داخل الحدود المصرية مخلية كامل الأراضي الليبية فيما عدا احتفاظها بطبرق كموقع جنبي حصين تحاصره قوات المحور. كما شارك الجيش السنوسي في زحف الحلفاء الثاني في نوفمبر 1941م خاصة في المجهود الحربي على المحور الجنوبي الذي سيطرت قواته على “المخيلي ومسوس والشليظيمة وإنتيلات”. كذلك ساهمت كتائب الجيش السنوسي في معارك التراجع في وجه الهجوم المعاكس الثاني للجنرال “رومل” (23/1/1942) خاصة في المعارك الكبيرة التي دارت في مثلث (اجدابية – ساونو – إنتيلات), وفي إعداد الخط الدفاعي في عين الغزالة, وفي معركة عين الغزالة ثم في المعارك التي دارت حول طبرق التي سقطت في نهاية المطاف في يد قوات الفيلق الإفريقي, ومعروف أن روميل رقي إلى رتبة “مارشال” على أثر انتصاره الكبير في طبرق. ومعروف أن خسائر الجيش السنوسي في معارك طبرق كانت جسيمة خاصة خلال الإنسحاب البحري من المدينة, حيث غرقت إحدى السفن التي كان على متنها عدد من أفراد الجيش.

بعد سقوط طبرق تراجعت قوات الجيش الثامن إلى مواقع “خط العلمين” الذي شاركت وحدات الجيش السنوسي في إعداده, ولا يعرف يقينا الدور الذي اضطلع به الجيش السنوسي في المعارك التي سبقت معركة العلمين, مثل معركة “علم حلفا” ولا دوره في معركة العلمين نفسها, وقد يكون ذلك راجع إلى حجم الجيش السنوسي مقارنة بالقوات المشاركة في تلك المعارك, ولكن الثابت أن كتائب من الجيش السنوسي كانت ضمن قوات المقدمة في زحف الجيش الثامن في أعقاب الإنتصار في العلمين, وأسهمت مجموعات من هذه الكتائب في الإنتشار عبر المواقع الإستراتيجية لتأمينها وحمايتها من عمليات الإغارة المعادية. ومعروف أن الإنتصار الساحق في العملين قد دفع روميل إلى الإنسحاب المتواصل متجنباً التماس مع القوات المطاردة, فلم تحدث أية اشتبكات تذكر حتى وصلت قوات المحور إلى مواقع دفاعية اتخذتها على عجل في “بويرات الحسون”. ويعد معركة البويرات انسحبت قوات المحور إلى داخل الحدود التونسية وكان ذلك في فبراير 1943م.

ما حققه الجيش من إنجازات

وفي الواقع فإن تعقب مساهمات الجيش السنوسي في المجهود الحربي يتطلب سرد تاريخ المعارك التي دارت خلال الحرب العالمية الثانية فوق الصحراء الغربية وفوق منطقة برقة. غير أنه يمكن القول إجمالا أن مساهمات الجيش السنوسي في المعارك التي دارت كانت رئيسية وفعالة وربما تتجاوز حجمه وقدراته, ولا يمكن لأي كان أن ينكر مساهمة هذا الجيش في تحرير ليبيا, ثم ما حققته هذه المساهمة من أثار على نظر القضية الوطنية أمام المحافل الدولية بعدئذ, وهو ما قاد إلى الإستقلال. بيد أن دور الجيش السنوسي قد برز بصورة خاصة أكثر وضوحاً في الجوانب التالية:

كان من ضمن القوات التي دفع بها الجنرال “غراتسياني” في هجومه على الأراضي المصرية فرقتين مكونتين من ليبيين جندتهم إيطاليا إجباريا. وقد قامت مخابرات الحلفاء بإسقاط منشورات تدعوهم إلى الإلتحاق بالجيش السنوسي أو الأستسلام له. وفي الصفحات الأولى من معركة “سيدي براني” شرعت أعداد كبيرة من جنود الفرقتين بترك مواقعهم وانحازوا إلى مواقع الجيش السنوسي, بينما استسلم بقية جنود الفرقتين دون قتال إلى قوات الحلقاء. وجرى فيما بعد إلحاق أعداد كبيرة منهم بكتائب الجيش السنوسي. إن ذلك – علاوة على ما حققه من دعم للقوة البشرية للجيش – فإنه أدى إلى حرمان إيطاليا من تجنيد الليبيين للقتال ضمن قواتها.
إن وجود الجيش السنوسي ضمن قوات الحلفاء في زحفها وانسحابها المتكرر عبر الأراضي الليبية قد مكن لهذه القوات من التحرك في الأراضي الليبية دون الاضطرار إلى تأمين منشأتها وأفرادها ضد السكان المحليين, في نفس الوقت اضطرت ايطاليا إلى تخصيص قوات لحماية منشأتها من أعمال التخريب التي يقوم بها الليبييون.
وبدون شك فإن أهم دور للجيش السنوسي على الإطلاق هو مشاركة وحدات منه ضمن قوات المغاوير (الكوماندوز) التي كانت تعمل خلف خطوط المحور وفي عمق الأراضي الليبية سواء للقيام بعمليات التعويق والعرقلة والتخريب أو لجمع المعلومات الحيوية. ولقد ساهمت وحدات من الجيش ضمن “طوابير جاك” المشهورة, وكذلك ضمن قوات المغاوير التي كان الرائد “بانيكوف” أحد أشهر قادتها. وقد اشتهر الليبييون بشجاعتهم ومقدرتهم الفائقة على التحمل واستيعاب الظروف الجغرافية والمناخية الصعبة. كما أدوا مهامهم بإتقان, ومكنتهم هويتهم من الحصول على العون والدعم والمأوى من مواطنيهم.

شهادات في حق رجال الجيش السنوسي

ولقد ثمّن كثير من الخبراء والساسة دور الجيش السنوسي, نورد منها مايلي:

في الثاني من أكتوبر 1943 نشرت (مجلة المنتدى الفلسطينية) مقالاً بعنوان “صفحة جديدة من تاريخ ليبيا) كتبه Mr. H.M. Foot الذي عرف فيما بعد باسم اللورد كارادون قال فيه: “إن تلك الشجاعة التي اشتهر بها الليبييون من جدارة واستحقاق قد تبدت مرة أخرى في الحملات الأخيرة. فنحن لا نزال نجهل قسطا كبيراً من المساعدة التي قدموها لنا خلف خطوط الأعداء”.

وبتاريخ 31 مايو 1947 قال “بانيكوف” في تصريح أذيع من لندن: “إني لا أعدو الحقيقة حين أقول بأن الليبيين كانوا معبر النصر للحلفاء في هذه الحرب وأن جميع أفراد الجيش الثامن مدينون بحياتهم لليبيين.”

ولعل أبلغ وصف لجهد الجيش السنوسي واعتراف به هو ما ورد في تصريح وزير خارجية بريطانيا أنذاك “أنتوني أيدن” في مجلس العموم والذي جاء فيه “… وقام هذا الجيش بمساعدات قيمة أثناء القيام بتلك العمليات الموفقة في الصحراء الغربية في شتاء 1940 – 1941, وهو الأن يقوم بنصيب قيم في الحملة العسكرية الحالية.”

الجيش السنوسي بعد التحرير

ولم تقتصر أهمية دور رجال الجيش السنوسي خلال الحرب وإنما امتدت هذه الأهمية بعد الحرب, فلقد تكونت به كوادر مدربة أمكنها أن تضطلع بمهام إدارية في بلد كان يعاني فقراً مدقعا في الخبرات, وكان ينفض تراكمات أعوام طويلة من الإستعمار الإيطالي الغاشم. كما تحولت وحدات من الجيش إلى قوات شرطة عهد إليها حماية الأمن وعرفت باسم “قوة دفاع برقة” ومن الجيش السنوسي أيضاص كانت نواة الجيش الليبي.

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها, وقام الجيش بدوره المناط به وهو المشاركة في تحرير ليبيا, توزع رجال الجيش السنوسي, فقد فضل عدد كبير منهم العودة إلى الحياة المدنية وعملوا في مختلف القطاعات, وبقي عدد أخر في “قوة دفاع برقة” وبعد الإستقلال شكلت من ضباط وجنود الجيش السنوسي كتيبة سميت باسم الحرس الملكي ثم أصبحت هذه الكتيبة نواة الجيش الليبي صدر قرار بتشكيله في 9 أغسطس 1952, وسميت تلك الكتيبة “بكتيبة إدريس”.

جزاء سنمار

وبإنتهاء الحرب العالمية الثانية طويت صفحة الجيش السنوسي, وأصبحت بطولات رجاله في ذمة النسيان, ولم يعد يربط ليبيا بذلك اليوم سوى إحتفال هزيل كان يجري إبان العهد الملكي في يوم التاسع من أغسطس, وتوقف التأريخ والتكريم عند حد إقامة نصب تذكاري في أبي رواش في الموقع الذي تأسس فيه الجيش, وعند حد منح منتسبي الجيش وسام التحرير الذي لم يكن له أية قيمة معنوية أو مادية, فنشأت أجيال تجهل كل شيء عن الجيش السنوسي.

أما في عهد القذافي فقد قضى عدد غير قليل من رجال الجيش السنوسي جزءاً من شيخوختهم في سجون القذافي, وتعرض عدد من رموز الجيش السنوسي للتعذيب على أيدي صبية سفهاء, ووقف بعض هولاء الرجال وراء قفص الإتهام يحاكمهم غلام غر أحمق ويترافع ضدهم غلام غر بذيء اللسان. أما يوم التاسع من أغسطس فقد ألغاه القذافي من التاريخ, وأصبح عند القذافي كغيره من أيامنا الوطنية مناسبة مزيفة!!! ولم يُبق في تاريخنا سوى يومه النحس الذي استخدم فيه القوات المسلحة للاستيلاء على السلطة في ليبيا, ليعيث منذئذ في بلادنا خراباً ودماراً شمل كل شئ حتى القوات المسلحة نفسها التي لم يبق منها شئ. وسنعرض بعون الله في وقت لاحق لمسلسل التخريب الذي قام به القذافي ليدمر بنية القوات المسلحة, ويفسد نظمها وانضباطها, ثم يزج برجالها في معارك العار التي تساقط فيها أبناؤنا وإخواننا قتلى وجرحى وأسرى. تلك الصفحة سنفتحها قريباً بعون الله تعالى. أما صفحتنا اليوم فهي مخصصة لوقفة ذكرى وإنصاف للجيش السنوسي… لرجاله الأشاوس الذين أقدموا وتطوعوا للقيام بمهمة مقدسة… أن يكون لهم شرف المساهمة في تحرير الوطن وإنقاذه.

فرحمات الله تعالى ورضوانه على من غادرنا منهم إلى دار الخلد والبقاء. وتحية إكبار وتقدير ومحبة إلى الأحياء منهم. وأكف الضراعة نرفعها إلى المولى جلت قدرته أن يفرّج كربات شعبنا.

Read Previous

السراج يطلع خارجية كوريا الجنوبية على جهود ليبيا بشأن مواطنها المختطف

Read Next

هجوم مسلح على حقل السرير بمنظومة النهر الصناعي